الغيرة هي اشعال القلب والارادة , كما بنار , لعمل ما يعتقد الانسان انه الخير ...وقد يتحمس الانسان وتملكه الغيرة بسبب شئ خاطئ , قال بولس الرسول عن ماضيه
(( من جهة الغيرة , مضطهد للكنيسة)) (في 6:3) .
بينما نجد غيرة مقدسة , كالتي قال عنها المرتل (( غيرة بيتك أكلتني)) (مز 9:69).
نجد غيرة اخري خاطئة (غل 20:5) , وغيرة (( قاسية كالهاوية )) (نش 6:8) . ولهذا قال الرسول:
((جيدة هي الغيرة في الحسني)) (غل 18:4) .
ذلك لانة توجد غيرة غير سليمة , كالتي قال عنها الرسول الاهل رومية ((أشهد ان لهم غيرة الله , ولكن ليس حسب المعرفة)) (رو 2:10) .
ما هي اذن هذه الغيرة التي ليس حسب المعرفة؟
قد يغار الانسان بجهل , متحمسآ لمحاربة شئ , دون معرفة , دون تحقيق , دون تدقيق, لمجرد السماع , كما قال المسيح (( تأتي ساعة ... يظن فيها كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله )) ! انها غيرة ليست حسب المعرفة , كغيرة شاوال الطرسوسي التي قال عنها (( ولكني رحمت, لانني فعلت ذلك بجهل )) ...
لذلك لا تتحمس بسرعة , بل اخلط حماسك بالمعرفة...
ولا تصدق كل ما يقوله لك اي احد , عن اخطاء الاخرين , وعن مطالب الاصلاح ... انما تعقل , وادرس , وافحصوا كل الاشياء , وتمسكوا بالحسني )) ....
*وقد تكون الغيرة مخطئة في وسائلها وطرق التعبير ...
مثل بطرس الذي غار للرب ورفع سيفه وقطع اذن العبد ومثل يوحنا ويعقوب اللذين قالا للرب عن احدي مدن السامرة التي رفضت الرب (( هل يارب ان تنزل نار من السماء وتحرق هذه المدينة ؟))...
وانسان قد تملكه الغيرة فيقع في الشتيمة والتشهير او الايذاء والضرب او الثورة والتخريب ويتحول الي آلة هدم يحطم كل ما يقابله بطريقة غير روحية .
انها ايضا غيرة ليست حسب المعرفة , لانه لا يعرف الطريقة الروحية السليمة التي يعبر بها عن غيرته .
هناك أربعون شخصآ من اليهود نذروا انهم لا يا كلون ولا يشربون شيئآ , حتي يقتلوا بولس ...
* وهناك غيرة خاطئة, لانها مخلوطة بالانانية, والتحزب ...
مثل غيرة يشوع لاجل موسي النبي , لما راي اثنين يتنبئان ...
(( هل تغار لي ؟ ياليت كل شعب الله كانوا انبياء)) (عد 29:11)
***
كلمة منفعة
(الجزء الأول)
البابا شنوده الثالث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق